بورتريه سياسي: “رياض الطنطاوي”.. تاجر رجح كفة “ميزان” حزب الإستقلال لصالحه، وجمع المصالح بالسياسة
المظليون les parachutistes هم أولئك الذين يسقطون فجأة من السماء، في إطار لعبة القفز من السماء التي يهواها الكثيرون، من عشاق رياضة المخاطر، لكن في عالم السياسة هناك مِظَــلِيَّون مُجَنَّـحُون يسقُطون على رؤوسنا نحن معشر المواطنين البسطاء عُنْـوَةً، ودون سابق إنذار، حتى أن بعضهم حين يكون وراء ميكروفونات التسجيل و “الكاميرا شاعلة” تُظُنّه الثوري تشي جيفارا قد خرج تواً من قبره.
مناسبة هذا الكلام هو اختيارنا لإسم سياسي جديد ضمن سلسلة “بورتريه سياسي” لهذا الأسبوع، والأمر يتعلق بالنائب السادس لعمدة المدينة السيد رياض الطنطاوي، الذي يدور حولـه لغَطٌ كبير، كونه الفاعل الإقتصادي الذي سقط فجأة على رؤوس الإستقلاليين دون أن تكون له محطات سياسية أو نضالية سابقة في بيت ” الميزان “.
“رياض الطنطاوي” ومنذ التحاقه بحزب الإستقلال، لم يُسجل عليه أي موقف نضالي، يمكن أن يُنقش في تاريخ الرجل، سوى أنه كان سببا في “نعرات” سياسية داخل البيت الإستقلالي الٱسفي، كان ٱخرها صراعه مع أحد شباب الحزب المعروف بشعبيته الكبيرة باسفي، الذي وقف له معارضاً، بسبب شبهة استفادة نائب العمدة السيد “رياض الطنطاوي” من صفقات الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، وهو المسؤول الأول عن هذ القطاع داخل المجلس الجماعي للمدينة، بعدما تنكر في مرحلة سابقة لإخوانه في حزب الميزان، ومحاباته المفضوحة لأعضاء حزب العدالة والتنمية.
“الميزان” صنع مجد “رياض” السياسي ومنحه السلطة والحُظْوَة، أكثر مما أعطى هو للحزب، يكفي أنه فاز بكرسي نائب داخل المجلس الجماعي “للبداوي” على حساب عدد من مناضلي الميزان، ومقعد داخل غرفة التجارة والصناعة، بالاضافة لمجموعة من العلاقات التي ربطها بمنصبه السياسي باسفي.
“رياض” هو تجسيد صارخ لبراغماتية رجل التجارة، حين يزاوج بين السياسة والمصالح الإقتصادية، ويكفي أن نذكر استفادة إبن رياض الطنطاوي من رخصة بناء مشروع سياحي فوق ملك بحري بشاطئ أسفي، وما تلاها من استنكار في أوساط الرأي العام المحلي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
نقطة ضوء وحيدة يمكن أن نسجلها في حق الرجل، هو مرفق النظافة بالمدينة، باعتباره المسؤول الأول عن القطاع، إذ تصنف أسفي من بين الحواضر النظيفة على المستوى الوطني، بشهادة زوار المدينة، بالرغم من أن الٱسفيون يتطلعون أن تكون حاضرة المحيط في صورة أكثر إشراقا.
في نهاية هذا البورتريه، نقول أن السياسة مَنَحتْ لرياض، ما لم يمنحه هو للسياسة، وماتنتظره منه المدينة، كأحد أبناء المدينة، أكبر من أن يكون مجرد مرور سياسي عابر، أو تغيير في “الوِعَاء” السياسي الحَاضِن، في إطار لعبة “الترحال السياسي”، الذي أصبح ” مُوضَةً ” عند الجميع.
لا توجد تعليقات