بورتريه سياسي: “محمد كاريم” الطبيب والسياسي.. حضور قوي في البرلمان وتواصل محتشم جرَّ عليه الإنتقادات
يستمر النقاش السياسي على جريدة “أسفي-أشكاين”، ويستمر النَّبش في الوجوه السياسية التي حملت على عاتقها التمثيلية السياسية والإنتخابية، لساكنة المدينة، و “التمثيلية” هنا ليست بمعناها الحِرفي الذي يقابل مهنة التمثيل، وإنما بمعناها القِيَمي والإلتزام الأخلاقي الذي يؤسس لذلك التعاقد الإجتماعي بين النّاخِب والمُنتَخَب.
فالمنتَخبُ، السياسي، البرلماني، المستشار أو أصغر عضو في هرم النيابة أو المسؤولية الجماعية، هو مسؤول أمام ضميره أولاً؛ لأنه راعٍ وكلٌ مسؤول عن الرعية التي اختارته، في موقع المسؤولية، وهو مسؤول ثانياً أمام الناس لأن هناك عقداً اجتماعيا ينظم هاته العلائق.
“محمد كاريم ” هو خامس الأسماء التي تسلط عليها “أسفي-أشكاين” الضوء، حتى نقرب المتلقي والمواطن الٱسفي من بعض هاته الوجوه السياسية، التي هي في النهاية وُجِدتْ في مراكز المسؤولية، شِئنا أو أَبَيْنا بسبب اختيارات النّاخِب المحلي.
إبن “آل كاريم” الطبيب الذي اختار السياسة، وحَمَل مِشْرطَ الجراح، لِيُشَرِّح الوضع المريض لمدينة تئن تحت وطأة الإهمال والتهميش والإقصاء، “كاريم” الحاصل على دكتوراه في الطب، سليل أسرة اختارت عالم السياسة كمرادف “لٱل كاريم”.
الطبيب السياسي برلماني أسفي لمدة أربعة ولايات برلمانية، جعلته محط أنظار وانتظارات الشارع المسفيوي كأكثر الوجوه السياسية تعميرا وتمثيلية في قبة البرلمان، وكونه أيضاً كان رئيسا سابقاً، لجهة دكالة عبدة في التقسيم الاداري القديم، وأيضاً رئيسا لجماعة أسفي، في زمنٍ كان فيه مناضلوا حزب الإستقلال يحصدون الأخضر واليابس، قبل أن يسرق إخوان البيجيدي وممثلوا التراكتور الأضواء.
يُحسب للطبيب، كما يحب كثيرون أن ينعتوه، أنه كان وراء مجموعة من مشاريع تخص جانب المسالك الطرقية في مجموع جهة دكالة عبدة، حين كان الوزير السابق التيقنوقراط كريم غلاب، مهندس الطرقات بالمغرب، كما أنه كان وراء إتفاقية إنجاز مداخل المدينة وتهيئتها التي تعتبر من أهم المشاريع التي رُصدت لها ميزانية 140 مليار سنتيم، وتهم أيضاً إنجاز مشاريع أخرى كمنتزه رأس الأفعى السياحي وهي الإتفاقية التي كانت في عهد ولاية “كاريم” حين كان رئيساً للجماعة، وتحولت في عهد الحزب الذي يسير المدينة اليوم إلى إنجاز خارقٍ وغير مسبوق، يحسبونه لأنفسهم، يتَغَـنّونَ به صباح مساء، وهو المشروع الذي يمول بدعم من مجلس الجماعة السابق والمجلس الإقليمي وشركاء اخرين.
الطبيب السياسي، الذي غادر حزب الإستقلال بعد خلاف داخلي مع مناضلي الميزان، نحو التراكتور سيجعل حزب “البام” أكثر قوة، وسيدفع نحو حركية في المشهد السياسي بأسفي، وسيقف ندًّا وخصما سياسيا في وجه سطوة “البيجيدي”، وهي ظاهرة صحية تدفع بعجلة النقاش والعمل السياسي لخدمة المدينة.
يُعاب على ” محمد كاريم ” أنه قليل الظهور والتواصل، وهي من الخِصال غير الحميدة وغير المستحبة في رجل يضطلع بمسؤولية إنتخابية وبرلمانية، حتى أنه مُقِلٌّ في خرجاته الإعلامية إلا ما نَذَرَ، وهو ما يخلق جدلاً في أوساط الرأي العام، ويُكَرِسُ تلك الصورة النمطية عن الفاعل السياسي، لدى عموم الناس، هذا الغياب في المشهد الإعلامي، يستغله كثيرون لتوجيه سهام النقد والتبخيس، خصوصاً وأننا أصبحنا في زمن، منْ يُتقن فيه فنون “الماركوتينغ” السياسي، يُسمى مناضلا حقيقيا.
لا توجد تعليقات