الحلقة 7 من بورتريه سياسي: الدكتور بن عبد الرزاق.. “طبيب الفقراء” الذي دافع عن حق أسفي جهوياً، قابله جُحُودٌ حزبيٌ محلياً

بواسطة

 في الوقت الذي يُحْدِث فيه الكثيرون من رجال السياسة والأحزاب والمنتخبين، الضجيج والجَلَبةَ حولهم، ويحاولون أن يُسَوِّقوا صورة مثالية عن فتوحاتهم وغزواتهم السياسية المزعومة، وأنهم يكرسون أنفسهم لخدمة الساكنة، عبر كثير من القنوات والوسائط التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي، ليقولوا للجميع أننا هنا لخدمتكم ورعاية مصالحكم، هناك قلة ممن يفضلون العمل في صمت، خدمةً للساكنة ودفاعاً عن حق أسفي في التنمية، دونما البحث عن الإصطفاف في الصفوف الأمامية لأخذ الصور المحروقة والتباهي بأنهم صناع مجد، وإنما بإيمان راسخ بأن الممارسة الحزبية والعمل السياسي هو خدمة الصالح العام وليس مَطِيَّـةً لتحقيق المٱرب الشخصية ومراكمة الثروات.

 

الدكتور علي بن عبد الرزاق واحدٌ من قلةٍ، راهَنتْ على العمل السياسي وكرّسَتْ وقتها وجهدها لتمثيل الساكنة المحلية والدفاع عن مصالحها، وعَمَلُه كطبيب مختص في التخدير والإنعاش، لسنوات طويلة، أكسبه خبرة كبيرة في التعامل بحِلْمٍ مع معارضيه، واحتفاظه بالهدوء في النقاش.

 

بن عبد الرزاق، النائب الثاني لرئيس جهة مراكش-أسفي، الإبتسامةُ لا تفارق مُحَـيَّاه، لا يخوض حروبا كلامية، ولا تسمع منه أي تصريحات “نارية”، وهو ما يجعله رجل التوافقات في تقدير الجميع، رغم الصراعات التي يعيشها حزب الإستقلال بأسفي، والإعصار الداخلي الذي ضرب البِنية الهَرَمية إن جاز الوصف، لمناضلي الميزان بعد سقوط ” تيار موليم ” البرلماني السابق، الذي يبدو أنه زَهِـدَ في السياسة وفضل الإعتكاف في مقر مقاولاته التجارية والتفرج على سقوطِ قلعة الحزب، بين يدي تاجر مواد البناء والتجهيز، الشاب “هشام سعنان” وسيطرته على الحزب، وسَحْبهِ البِساطَ من الرجل الذي تبناه سياسيا وزكَّاه في الحزب عبد المجيد موليم.

 

يقوم الدكتور علي بن عبد الرزاق على مستوى الجهة بعمل جبار يُحسب للرجل، إذْ اسْتقْدَم معه جملة من الإستثمارات والمشاريع والصفقات، التي تهم وتغطي مجموع التراب الإقليمي لٱسفي، وتتعلق بالجانب الصحي والإجتماعي وتقوية البنيات الطرقية، واستكمال مشاريع المبادرة، وهو المجهود الذي لا يُحب بعضُ مناضلي الإستقلال، ممن يسيطرون اليوم على الحزب، استغلاله وتسويقه على نحو جيد، فقط لأن الدكتور علي بن عبد الرزاق، محسوب على “حكماء الحزب” الموالي لما بات يعرف ب “تيار موليم”.

 

“طبيب الفقراء” وهو ما يحب الكثيرون أن ينعتوه به، لأن عيادته هي مقصد الكثيرين ممن تقطعت بهم السُُّبلُ ولا يملكون ثمن العلاج، ومراكمته لصداقات كبيرة في القطاع الصحي وعمله الميداني الجاد، عززت العرض الصحي بأسفي، إذ كان وراء منح المركز الإستشفائي الإقليمي بالمدينة معدات طبية من الجيل الجديد وذات تكنولوجيا عالية الجودة، وقبلها تزويد ذات المستشفى بنحو مائة سرير لتغطية النقص في عدد الأسرة، بإشراف من عامل الإقليم الحسين شينان، الذي ثمن دور الدكتور علي بن عبد الرزاق كنائب رئيس الجهة وبعمله الديناميكي، ودعم مالي من مجلس جهة مراكش-أسفي.

 

“طبيب الفقراء” الذي اسْـتَنشَقتْ رئتاه هواء البحر الٱسَفِــيِّ العليل، دافع عن حق حاضرة المحيط في حِفْظِ وصَوْنِ تراثها ومعالمها التاريخية، بعد تعَالِي أصوات المسفيويين بضرورة إسراع وإنقاذ ” قصر لبحر “، التحفة المعمارية التي تؤرخ للفترة الإستعمارية المانويلية للإحتلال البرتغالي، والتي تجمع بين التاريخ والفن والهندسة المعمارية العسكرية، وهو المطلب الذي تحقق مؤخراً، بعد توقيع إتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية، وزارة الثقافة، ومجلس جهة مراكش-أسفي، وعدة شركاء بعد رصد ميزانية تفوق 134 مليون درهم، ستُساهم في دعم العرض السياحي بالمدينة، وجعل أسفي نافذة سياحية للجهة، شأنها شأن مدينة الصويرة.

 

ما أحْوَجَنا إلى كَوادِرَ من طينة الدكتور علي بن عبد الرزاق، الذين يُوثِرونَ على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصَةٌ من ثقافة الإعتراف والدعم اللامشروط، لرجل يفضل أن يعمل كثيراً لصالح الشأن العام، بدل الدخول في مهاترات وسجالات سياسية وحزبية ضيقة.

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *