بورتريه سياسي الحلقة 15 : بومعاز رئيس جماعة شهدة : الرئيس الذي اختار خدمة جماعته، وحاربته المعارضة ضداً في مصلحة الساكنة
الحقيقة التي أصبحت ثابتة في تدبير الشأن المحلي وتسيير المرفق العمومي، هو أن المسؤول الجماعي الذي يعمل بصدق ونكران للذات، سيكون في فوهة بندقية أعضاء المعارضة، وسيغدو عدوا سياسيا لباقي فرقاء مجلس الجماعة، ممن يبخسون كل عمل جيد يقوم به رئيس الجماعة، وسيتحول كل إنجاز يصب في مصلحة المواطن ويلبي حاجيات المُرتَفِق إلى أحد مكاتب ومصالح الجماعة، وَبالاً على الفئة المحسوبة على المعارضة.
جزء كبير من هاته الصورة، أصبحت تكرسها الأصداء القادمة من جماعة ” شهدة “، بسبب العمل الجبار الذي يقوم به رئيس الجماعة السيد ” عبد الكبير بومعاز ” على مستوى هاته الجماعة المتاخمة لسهول عبدة ومنطقة اسحيم التي تتميز بوفرة منتوجها ومردودها الفلاحي الكبير.
” بومعاز ” المنحدر من أحد المناطق التابعة لدواوير شهدة، كرّس كثيراً من الجهد والعمل لتطوير عمل مجلس جماعة شهدة حتى تكون نموذجا في تدبير الشأن المحلي لساكنة الجماعة، وهو العمل الذي ترجمه بومعاز فعليا على مستوى أرض الواقع عبر جملة من المشاريع التي أُحدثت مؤخرا بالجماعة، والمتعلقة بإحداث ثانوية ومستوصف جماعي، وتحديث وتكسية مجموعة من الطرق الجماعية التي تربط الدواوير، كان ٱخرها تدشين المقر الجديد للجماعة بتجهيزات حديثة.
صراع ” بومعاز ” مع أعضاء المعارضة سيأخد شكلا ً سورياليا، وسيتحول إلى حرب أثارت سخرية الكثير من المتتبعين للشأن الداخلي لجماعة شهدة، والرأي العام المحلي أيضاً ، حين خرجت المعارضة بقرار التصويت ضد مشروع تزويد دواوير الجماعة بالماء والكهرباء، وهو القرار الذي أثار استغراب الجميع، ليس لوجود عيْبٍ بتفاصيل انطلاقة المشروع، الذي هو بالأساس مطلب حيوي للساكنة وضرورة إنسانية ملحة، بل لأسباب واهية وتعليلات اعتبرتها الأغلبية حينها سطحية، ولا ترقى للدور الذي يجب أن تضطلع به المعارضة، كعنصر مكمل لعمل مجلس الجماعة والمساهمة النقدية البناءة التي تقوي وتصحح التدبيير والتسيير الجماعي.
معارضة مجلس ” بومعاز ” ارْتَمتْ في أحضان المال ” السّايبْ ” لأحد برلمانيي الإقليم، الذي بدأ يمهد لحملته الإنتخابية مبكراً، ففضلوا، وبكل براغماتية، أن يخدموا أجندة الإستعداد للإستحقاقات الإنتخابية المقبلة، عوض تقديم مصالح الساكنة وحقهم الإنساني في التزود بالماء والكهرباء.
الرئيس المحبوب ” عبد الكبير بومعاز ” والذي يُجمع أهل وساكنة ” شهدة ” على حُسن تدبيره والتزامه الأخلاقي معهم، سيتعرض لمحاولة ” تصفية ” سياسية، بعد تقديم ثمانية أعضاء من مجلس المعارضة يوم أمس الخميس لاستقالة جماعية، وهو ما يعني نَسْفَ وحَـلَّ المجلس في حدود 15 يوما، إذا لم يتراجع أحدهم عن استقالته، وهو ذَاتُ السيناريو المفضوح الذي عاشته جماعة جمعة اسحيم، ويتكرر في شهدة في صورة أصبحت تُسيئ لعمل المستشار وللمُنتخب وللمسؤول الجماعي، ويُفقد الثقة لدى المواطنين في المشاركة والتسجيل في اللوائح الإنتخابية.
لا توجد تعليقات